Saturday, September 25, 2004

صرخة

،أيها النائمون في فراشٍ مُريح
صباح الخير – هل سمعتم
أن فاطمة الحُبلى وَلَدَت؟
...عذراً فأنتم لا تعرفون
!!فاطمةَ، من تكون

كانت تسير وحيدةً
،في شوارع القاهرة
كانت خُطاها سريعةً
...كانت خطاها حائرة

،فجأة أدركها الوجع
...وقفت... صرخت
...مالت... وقعت
آلام الطلق قادمة
!!المرأة حُبلى يا رجال
هل من معين لفاطمة؟

...نامت فاطمة على الرصيف
...في الخريف
!متألمة
و جرى الجميعُ مسرعين
..يبحثون عن بيتها
..عن زوجها
،ليس لفاطمة منزلٌ
فقد تهدم من زمن
!و مات فيه أهلها

،فاطمة وحيدةٌ إذاً
...بلا سكن
ملقاة تصرخ على الرصيف
...بلا وطن

نامت فاطمة على ظهرها
كشفت ما تحت فخذها
دفعت بكل جسدها
!قوتها... عرقها... دمائها

دماءٌ كثيرة على الرصيف
...في الخريف
دماءٌ يتبعها صراخ
...و صراخٌ يتبعه صراخ

لكنه صراخٌ جديد
....ليس من هول الألم
،صراخ إنسانٍ وليد
!قادمٌ من العدم
،من بين رجلَي فاطمة
...النائمة
...على الرصيف
...في الخريف


،أيها النائمون في فراشٍ مُريح
صباح الخير – أنتم سمعتم
.أن فاطمة الحُبلى وَلَدَت
،الآنََ أنتم تعرفون
!!فاطمةَ، من تكون
خبر: امرأة تلد في الشارع احتجاجاً على الحكومة
كتبت منى غازي – في مشهد مأسوي غير مسبوق، وضعت سيدة مولودها على رصيف الشارع بحي السيدة زينب مضطرة بعدما تهدم منزلها جراء أعمال الحفرالتي تتم بمنطقة المواردي لإقامة "مول" تجاري (الأهرام العربي)ة

0 Comments:

Post a Comment

<< Home