Monday, March 13, 2006

حكايتي معه

بدأ ذلك الإحساس ينتابها من جديد مع كل فصل شتاء يداهمها ذلك الشعور.. تحاول التخلص منه, تحاول المناورة و لكن ما من فائدة؛ فلقد قطعت معه وعداً و مضت سنين و لم تفي بوعدها و هو يأتي كل شتئاء ليذكرها و يجدد حرنها
..هذا الشتاء كان عنيفاً كان غاضباً ظنت انه سينسى ظنت انه سيستسلم و لكنه يفاجئها باصراره
..كيف ينسى وعدها بانها ستقابله و بأن المقابلة ستكون خاصة و شخصية جداً و بأنها ستدعه أخيراً يلمسها و بلا حدود
.كيف ينسى عيناها اللتان كانتا تلمعان كلما رأتة.. كانت دائماً تحدثه عن بعد.. تخشى الإقتراب تخشى ملامسته
كل شتاء ترقبه و ما إن تسمع صوته حتى تهب لتستقبله فحضوره خير, لا تتأخر لتتأمله فطلته بشارة, مبتسمةً تنظرهُ بتمعن و كأنها تراه لأول مرة
..تراه بعنين دون كل البشر؛ تراه متجدد رغم انه لا يتغير و لا جديد فيه
تسمعه باذنين دون كل البشر؛ تطرب له رغم انه بعيد كل البعد عن أي طرب و لا يعرف لغة الغرل.. احياتاً لطيف و احياناً مخيف
لا تمل الوجود معه حتى و ان لم يتحدثا.. حتى و ان مرت ساعات و كلمة لم تُنطق.. في نفس المكان في ذات الجلسة لا تحول عيناها عنه فذلك السكون لم يكن صمتاً بالنسبة لها, كانت في حوار رائع بلا كلام لا يفهمه غيرهما
كل شتاء كالعادة؛ تتأمله, تنظره بتمعن, تنتظر طويلاً,تفكر بعمق, يمل هو صمتها, فهو لا يقْدرمخاوفها, يهددها بأنه سيرحل وأخيراً تعرم قرارها المعتاد بأن تتركه يرحل.. هو دائماً يرحل و هي دائماً تخاف و لا تفي بوعدها


...


لا أدري ما سر حكاية الإناث و المطر و لكنني اتمنى ان اتجرأ يوماً و اسير تحت المطر بلا اهتمام بلا خوف بلا قلق من مرض.. اسير حتى اتعب من ثقل ثيابي المبتلة..
ها نحن نودع شتاءً و قريباً نستقبل آخر و قريباً سيعود و قريباً سأسمعه يضرب رجاج نافذتي يناديني..
و أُعاود الوقوف طويلاً خلف نافذتي
!!صامتةً مبتسمةً أتأملهُ يحميني رجاجها من ذلك الرائر العنيد الذي لا ينسى و لا يرحل و إن رحل يعود.. على عكس البشر



:)نصلي في الأردن كل شتاء لموسم كريم.. و اغلب المطرفي فلوريدا صيفي!كب من عند الرب

"يخرج من الآكل أُكلاً و من الجافي حلاوة"

8 Comments:

At 9:37 PM, Blogger Delingooo said...

Awesome imagination and description....I really love this one

 
At 12:31 AM, Blogger African Doctor said...

مبدعة

 
At 9:10 AM, Blogger Majd Batarseh said...

Eastern, Africano and ensan,

thank you..
am much obliged



Delingooo,

long time no c :)
thank u.. highly appreciated

 
At 3:12 AM, Blogger Unknown said...

i loved it!!

 
At 11:43 PM, Blogger Eve said...

للنّص إلفةٌ تحبّها كصوت المطر فوق نافذةٍ خشبيّة، وتخشاها لهذا السّبب نفسه أيضاً.

تتأخّرين علينا يا بترا، ولكن تعودين محمّلة بما يستحقّ عناء الانتظار :)

 
At 5:59 PM, Blogger Majd Batarseh said...

Mirvat,

welcome to my space & thanks for droping a comment :)


Eve,
i blushed on reading your sweet compliment :) thank u

 
At 2:42 PM, Blogger ensanbey7ess said...

اتممت شهر كامل دون اى جديد .... لعل يكون المانع خير

 
At 11:35 PM, Blogger Majd Batarseh said...

ensan,

that is so sweet of you :)
thank God, it is going well but terribly busy.. it is the finals now!! will be posting once am done with this semester "peacefully" :D
keep me in your prayers :)
thanks a lot
be blessed

 

Post a Comment

<< Home