سوء تفاهم

غَضِبَ ثانيةً من دون سابقِ انذارٍ أو تحذير و اعلنَ اضرابه و قررَ الرحيل..
أمّا هي, فلم تدرك ما حدث و لكنها احترمت قرارهُ و اعطته حريته, التي لم تكن يوماً بيدها, و انتظرت علّه يعود.. فلقد اعتادت مزاجهُ المتقلب و قرارتهُ المتغيّرة و لكنها منحته وقته و مساحته و بقيت هي بيضاءَ في انتظارٍ مفتوح
..
في اغلب الأحيان يكون التوقيتُ هو المشكلة كما هو الحال الآن.. فما كادت الكلماتُ أن تصل أخيراً حتى خرج القلمُ من محضرها ثائراً تاركاً الأوراق فارغة, بيضاء, شاحبة اللون أمام الكلمات المتأخره!!

عشوائية الكلمات هي التي افقدته صوابه, فأحياناً تتدفق بكثرةٍ لا تستوعبها الأوراق و بسرعةٍ تفوقهُ هو, و أحياناً أخرى تقطرُ القليلَ الممل ان تنازلت و تحننت
ثالوثٌ هو , أركانهُ : القلم و الأوراق و الكلمات و مجتمعها رسالة
إن غابت الكلمات و بقي القلمُ مع الأوراق تكون بلا روح
إن جَفّ القلمُ و بقيت الأوراق و الكلمات تكون بلا صوت
و إن امتلأت الأوراق و بقيت الكلماتُ مع القلم تكون بلا ثمر..

فطوبى لمن اجتمعَ لهُ ثالوثهُ وَ وجدَ رسالتهُ
..