زيارة

" يا ملاك الله المقلد حراستي من رأفته تعالى, نور عقلي و احرسني و دبرني و ارشدني و خلصني من الشر, آمين "

كطفلة صغيرة لا تعرف معنى " المقلد حراستي" و لا تعي ابعاد " دبرني" و لم تكن اعينها قد انفتحت بعد على وجود الشر كانت هذه السطور القليلة هي مبدء ليلي وآخر ما اتذكر فعله قبل نومي

كانت هذه الكلمات المعقدة بمثابة تعويذة سحرية فعالة لمنع الأحلام المزعجة و الكوابيس

لا اذكر آخر مرة دعوت بها " ملاكي الحارس" لا اذكر آخر مرة تلوت فيها هذة الصلاة ادركت انه منذ ذاك الوقت اصبحت الأحلام المزعجة و الكوابيس ملازمة لي نهارا و ليلا على حد سواء

..اعيشها في الوجوه العابسة المظلومة و الغير قادرة على التظلم او التكلم

اراها في عالم إسود في عيني, في ثقة اهتزت, في محبة تلاشت, في أحلام ضاعت, في ضمائر ماتت, في عيون عن النور أغلقت و افواه عن الحق صمتت, في قلوب عن الإنسانية ابتعدت و ايد عن الخير تراخت

في خوف و عدم امان في كل مكان, في كذب في رياء في نفاق في غدر في بعد ناشف في غربة امتدت حتى الأوطان

و اليوم و دون اي سابق انذار رأيت ملاكا يمشي على الأرض.. ملاكا دون هالة نور فوق رأسه و لا جناحين من خلفه و لا ملابس بيض تكسوه ملاكا لا يهدي ماشيا بل تتقدمه اصوات " شنشلة " مفاتيحه " قهقهة" ضحكته و " عجقته" ان جاز و ان لم يجز التعبير

!!اليوم ارسل الله ملاكه لي

بالجهد تذكرت كلمات هذه الصلاة و كأنني انفض الغبار عن صندوق خشبي قديم يخبئ براءة طفولة بعيدة, بساطة دافئة, ضحكات متناثرة, وجوه مشرقة, امل يتجدد و حياة افضل

اليوم تبدل حالي و ايقنت انه في وقته يسرع به

..فالف شكر